الرؤية الحاسوبية، المعروفة أيضًا بالرؤية الآلية أو الرؤية الذكية، هي فرع من مجال الذكاء الاصطناعي يهتم بتمكين الأجهزة الحاسوبية من التعرف على الأشياء وفهمها بشكل مشابه للإنسان، تتضمن استخدام تقنيات وأدوات مختلفة لاستخراج المعلومات من الصور أو الفيديوهات الرقمية، مما يسمح للأنظمة الحاسوبية باتخاذ القرارات الذكية بناءً على ما تراه.
آلية عمل الرؤية الحاسوبية
الرؤية الحاسوبية تعتمد على مجموعة متنوعة من التقنيات والخوارزميات لتمكين الأنظمة الحاسوبية من فهم وتحليل الصور والفيديوهات بشكل مماثل للإنسان، وهناك عدة خطوات رئيسية تشكل العملية:
- التقاط الصورة أو الفيديو: تبدأ عملية الرؤية الحاسوبية بالتقاط الصورة أو الفيديو باستخدام كاميرات رقمية.
- تقويم الصورة: تتم عملية تقويم الصورة لضمان استقامة الصورة وإزالة أي تشوهات أو تشوهات ممكنة.
- تقسيم الصورة: يتم تقسيم الصورة إلى بكسلات صغيرة ووحدات أكبر مثل الكائنات والخلفية.
- استخراج الميزات: يتم استخراج الميزات من الصورة، وهي السمات الفريدة التي تميز الكائنات والأشياء في الصورة، مثل الحواف والألوان والزوايا والأنماط.
- تصنيف الكائنات: يتم استخدام خوارزميات التعلم الآلي وتقنيات التصنيف لتصنيف الكائنات الموجودة في الصورة إلى فئات مختلفة، مثل الوجوه أو السيارات أو الحيوانات.
- تفسير الصورة: يتم تفسير الصورة بناءً على النتائج المستخرجة من خطوات الاستخراج والتصنيف، ويمكن تحليل الصورة لاستخلاص المعلومات الأكثر تعقيدًا مثل السياق والمواقف.
- اتخاذ القرارات: بناءً على التحليلات والنتائج النهائية، يمكن للنظام الحاسوبي اتخاذ القرارات الذكية أو الإجراءات اللاحقة، مثل إشعار المستخدم أو تنفيذ تحليل إضافي.
هذه التقنيات استفادت بشكل كبير من التطورات في مجال التعلم العميق واستخدام الشبكات العصبية العميقة، بما في ذلك الشبكات العصبية الالتفافية.
تقنيات الرؤية الحاسوبية
التعلم العميق (Deep Learning):
التعلم العميق هو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يستند إلى الشبكات العصبية العميقة التي تحاكي بنية الدماغ البشري، ويقوم التعلم العميق بتعلم التمثيلات المتعقدة للبيانات من البيانات الغير معالجة، ويعتمد على تقنيات مثل شبكات العصب الاصطناعي لتحقيق هذا الهدف.
الشبكة العصبية الالتفافية (Convolutional Neural Network – CNN):
الشبكات العصبية الالتفافية هي نوع من الشبكات العصبية العميقة مصممة خصيصًا لمعالجة الصور والبيانات والفيديوهات، وهي تقوم بتحليل الصور على هيئة وحدات بكسل وتعطي كل بكسل قيمة تصنيفية، ويتم إدخال القيمة لإجراء عملية رياضية تسمى الالتفاف وعمل تنبؤات حول ما يراه.
اقرأ أيضا: شركة “IBM” تستبدل الآلات مكان البشر في 8 آلاف وظيفة
تطبيقات الرؤية الحاسوبية
تستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات في مختلف المجالات. إليك بعض التطبيقات الرئيسية:
- المراقبة والأمن: تستخدم في أنظمة المراقبة للكشف عن الحركة غير المرغوب فيها والأنشطة المشبوهة، وتتيح التعرف على الوجوه لأغراض الدخول المؤمن وتتبع الأشخاص.
- التصوير الطبي: تُستخدم لتحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص الأمراض ومراقبة تقدم العلاج.
- السيارات الذكية والقيادة الآلية: تستخدم في تطبيقات السيارات الذكية لتحديد المسارات والكشف عن المشاة والسيارات الأخرى وتوفير نظام القيادة الآلية.
- التصوير الصناعي والتفتيش: تستخدم في فحص الجودة والتفتيش الصناعي للكشف عن العيوب والتشوهات في الإنتاج وضمان الجودة.
- التعرف على الوجوه والمركبات: تستخدم في أنظمة التعرف على الوجوه والمركبات في المطارات والمباني الحكومية وأماكن العمل لأغراض الأمن وإدارة الوصول.
- التصوير الفضائي والجوي: تُستخدم لتحليل الصور الفضائية والجوية لتقديم معلومات جغرافية ورصد البيئة والموارد الطبيعية.
- الروبوتات والتحكم بالمنزل الذكي: تستخدم في تطبيقات الروبوتات المنزلية والتحكم بالمنزل الذكي للتعرف على الأشياء وتحديد مواقعها وتفاعل معها بشكل ذكي.
- تطبيقات التجزئة والتسويق: تستخدم لتحليل سلوك المستهلكين وتقديم تجارب تسوق مخصصة وفعالة، بما في ذلك تتبع الأصناف والإعلانات الهادفة.
قيود الرؤية الحاسوبية
على الرغم من تطور التقنيات في مجال الرؤية الحاسوبية، إلا أن هناك بعض القيود التي قد تواجه هذه التقنيات، ومن بين هذه القيود:
- جودة الصورة: قد تكون جودة الصورة أحيانًا غير كافية لتمكين النظم الحاسوبية من استخراج المعلومات بشكل دقيق، مما يؤثر على أداء تقنيات الرؤية الحاسوبية.
- تحديد الأشياء: قد يكون تحديد الأشياء في الصورة أمرًا صعبًا في حالات الضوء المنخفض أو الخلفيات المعقدة أو وجود تداخل بين الكائنات.
- التكلفة والموارد الحسابية: بعض التطبيقات التي تعتمد على تقنيات الرؤية الحاسوبية قد تتطلب موارد حاسوبية كبيرة وتكلفة عالية لتنفيذ الخوارزميات المعقدة.
- التحديات البيئية: قد تواجه تحديات في البيئات الخارجية مثل الظروف الجوية السيئة أو الإضاءة غير المثالية.
- الخصوصية والأمان: قد تثير بعض التطبيقات التي تعتمد على تقنيات الرؤية الحاسوبية مخاوف حول الخصوصية والأمان، خاصة فيما يتعلق بتعرف النظام على الأشخاص دون موافقتهم.
- تعقيد الكائنات: يمكن أن تكون بعض الكائنات أو الأشكال ذات تعقيد عالي، مما يجعل من الصعب على الأنظمة الحاسوبية تحديد وتصنيف هذه الكائنات بدقة.
كيف نتغلب على مشاكل الرؤية الحاسوبية؟
للتغلب على المشاكل وتحسين الأداء، يمكن اتخاذ عدة خطوات وتطبيق استراتيجيات مختلفة، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن اتباعها:
- تحسين جودة الصورة: يمكن تحسين جودة الصورة عن طريق استخدام كاميرات عالية الجودة وضبط إعدادات الإضاءة للحصول على صور أكثر وضوحًا ودقة.
- تنظيف البيانات: قبل تطبيق تقنيات الرؤية الحاسوبية، يمكن استخدام تقنيات تنظيف البيانات لإزالة الضوضاء والتشويش من الصور، مما يساعد في تحسين جودة التحليل.
- استخدام تقنيات التعلم العميق: يمكن استخدام تقنيات التعلم العميق مثل الشبكات العصبية العميقة وخوارزميات الاستشعار العميق لتحسين قدرة النظام على استخراج وتحليل المعلومات من الصور بشكل دقيق.
- تطوير الخوارزميات الخاصة: يمكن تطوير خوارزميات مخصصة تتناسب مع تطبيق معين وتحسين أداء الرؤية الحاسوبية.
- تحسين التدريب والتحقق: يمكن تحسين أداء الرؤية الحاسوبية من خلال زيادة حجم وتنوع مجموعة البيانات المستخدمة في التدريب، وكذلك من خلال عمليات التحقق المستمرة وتعديل الخوارزميات والنماذج بناءً على النتائج المتحققة.
- تحسين البنية التحتية والموارد الحاسوبية: يمكن تحسين أدائها من خلال استخدام موارد حاسوبية أفضل وأكثر قوة، مثل استخدام وحدات معالجة الرسومات (GPUs) أو وحدات معالجة الرسومات الرسومية (TPUs).
- تنويع المصادر وتعدد الطرق: يمكن تحسين الأداء من خلال استخدام تقنيات وأدوات متعددة وتجنب الاعتماد الكلي على طريقة واحدة، مما يسمح بالتغلب على قيود معينة وتحسين الدقة والموثوقية.