السرطان يُكلف اقتصاد بريطانيا 14 مليار دولار سنويًا
أظهر تحليل شامل أجراه مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن الوفيات المبكرة الناتجة عن الإصابة بالسرطان تُكبّد الاقتصاد البريطاني خسائر سنوية تُقدّر بنحو 10.3 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 14 مليار دولار، وذلك نتيجة التأثير المباشر لفقدان الإنتاجية المرتبط بغياب المصابين عن سوق العمل في سن مبكرة.
وقد اعتمد الباحثون في هذا التحليل على حساب عدد سنوات العمل المفقودة بسبب الوفاة المبكرة، إلى جانب تقدير الناتج الاقتصادي المتوقع الذي كان من الممكن أن يحققه هؤلاء الأفراد لو استمروا في العمل حتى سن التقاعد.
الفئة العمرية الأكثر تأثرًا
أشار التقرير إلى أن الفئة العمرية بين 25 و49 عامًا تُعد الأكثر تأثيرًا على الاقتصاد من حيث الخسارة الناتجة عن الوفيات المبكرة، إذ تُقدَّر التكلفة الاقتصادية السنوية لهذه الفئة وحدها بـ 3.2 مليار جنيه إسترليني، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا”، يوم الجمعة.
سرطانات تُثقل كاهل الاقتصاد البريطاني
وعند تحليل الأعباء الاقتصادية بحسب أنواع السرطان، تبيّن أن سرطان الرئة يحتل الصدارة من حيث التأثير الاقتصادي السلبي، إذ يُسبب خسائر سنوية تُقدّر بـ 1.7 مليار جنيه إسترليني، ويرتبط بفقدان ما يقرب من 54 ألف سنة إنتاجية من العمل والحياة النشطة.
ويأتي سرطان الأمعاء في المرتبة الثانية، حيث تبلغ الخسائر السنوية المرتبطة به نحو 1.2 مليار جنيه إسترليني، نتيجة فقدان 39 ألف سنة إنتاجية، يليه سرطان الدماغ الذي يُسجّل خسائر تُقدَّر بـ 0.75 مليار جنيه، تعادل فقدان حوالي 26 ألف سنة إنتاجية.
أما سرطان البنكرياس، فقد بلغ تأثيره الاقتصادي نحو 0.61 مليار جنيه إسترليني سنويًا، مع ما يقارب 20 ألف سنة إنتاجية مفقودة.
وجه آخر للخسارة الاقتصادية
تشير هذه الأرقام إلى أن العبء الناتج عن السرطان لا يقتصر على القطاع الصحي فحسب، بل يمتدّ ليُشكّل تهديدًا مباشرًا على استقرار الاقتصاد الوطني، عبر خسائر في الإنتاجية، وضغط على سوق العمل، وتراجع العوائد الضريبية.
وفي وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من أزمات متعددة، تُصبح حماية الصحة العامة استثمارًا استراتيجيًا لا رفاهية، إذ إن تجاهلها يعني بالضرورة تقويض أسس النمو والاستقرار طويل الأمد.
اقرأ أيضًا: الأثرياء يخططون للهروب من بريطانيا