الشركات الصينية تهز عرش تسلا
لأول مرة منذ أكثر من عقد، سجلت شركة تسلا انخفاضًا في تسليمات سياراتها السنوية، ما يثير تساؤلات حول قدرتها على الحفاظ على ريادتها وسط منافسة شرسة من الشركات الصينية. يجسد هذا الانخفاض بداية فصل جديد في تحديات قطاع السيارات الكهربائية ويطرح تساؤلات حول مستقبل الشركة في ظل هذه التغيرات.
سلمت تسلا 1.79 مليون سيارة خلال عام 2024، بانخفاض طفيف عن 1.81 مليون سيارة في العام السابق، وهو أول انخفاض سنوي منذ عام 2011، وفقًا لبيانات بلومبرغ.
أما في الربع الرابع، فقد سلمت الشركة 495,570 سيارة، بزيادة 2.3% مقارنة بالربع نفسه من العام السابق. ومع ذلك، جاءت هذه الأرقام أقل من توقعات السوق التي كانت تشير إلى تسليم أكثر من نصف مليون سيارة
المنافسة الصينية تزداد شراسة
حافظت تسلا على مكانتها كأكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم، ولكن المنافسة الصينية، بقيادة شركة “بي واي دي”، أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا. فقد أعلنت “بي واي دي” عن بيع 1.76 مليون سيارة كهربائية بالكامل في عام 2024، بالإضافة إلى تحقيقها رقمًا قياسيًا ببيع 4.3 مليون سيارة كهربائية وهجينة بشكل عام.
اقرأ أيضا: شركة BYD تقترب من هزيمة تسلا
هذا الإنجاز يأتي رغم الضغوط المحلية المتزايدة من المنافسين الآخرين، مما يعكس تحولات كبرى في السوق العالمية.
تحركات تسلا لتحفيز المبيعات
لمواجهة التحديات، تبنت تسلا استراتيجيات متعددة، شملت تخفيض التكاليف وتقديم خصومات كبيرة على السيارات الحالية لتحفيز الطلب. ورغم هذه الجهود، ما زالت الشركة تواجه صعوبات بسبب المنافسة القوية من الشركات الصينية التي تقدم نماذج أرخص، بالإضافة إلى تباطؤ النمو في مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا. ويظل التساؤل قائمًا حول مدى فعالية هذه الاستراتيجيات في تحسين أداء الشركة.
تسلا تراهن على التكنولوجيا المتقدمة
في ظل هذه التحديات، تسعى تسلا للتركيز على الابتكار التكنولوجي كعامل رئيسي للنمو. تعمل الشركة على تطوير تقنيات القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي والروبوتات
اقرأ أيضا: إيلون ماسك بين تحديات السياسة الأمريكية والصينية
مع توقع أن تصبح هذه التقنيات المصدر الأساسي للإيرادات في المستقبل. ومن المقرر إطلاق سيارة “سايبر كاب” ذاتية القيادة بحلول عام 2027، بسعر تنافسي يبدأ من 25,000 دولار بعد الحوافز. كما أعلنت تسلا عن خطط لإطلاق طراز جديد منخفض التكلفة في النصف الأول من عام 2025، بهدف تعزيز حصتها في السوق.
تحديات تلوح في أفق تسلا
لم تقتصر التحديات التي تواجهها تسلا على السوق فقط، بل امتدت إلى الجانب السياسي. فقد تعرض إيلون ماسك لانتقادات واسعة بسبب دعمه لدونالد ترامب، مما قد يؤثر على حصول الشركة على بعض الحوافز الحكومية، خاصة في ولاية كاليفورنيا. بالإضافة إلى ذلك، تزداد التعقيدات بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تهدد بإعاقة سلسلة التوريد الخاصة بالشركة. ومع هذه المتغيرات، يبقى مستقبل تسلا مرهونًا بقدرتها على التكيف مع البيئة المتغيرة بسرعة.
إيلون ماسك يقدم مليون دولار يوميا لدعم ترامب .. اقرأ المزيد