القروض الشخصية في مصر

تقرير: باسل محمود

في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة في مصر، تزداد الحاجة إلى القروض الشخصية لمساعدة الأفراد على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحقيق الاستقرار المالي، حيث أصبحت هذه القروض واحدة من أكثر المنتجات المصرفية طلباً في السوق المصري. وشهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الطلب على القروض الشخصية، حيث تقدم البنوك والمؤسسات المالية عدة أنواع منها لتلبية مختلف الاحتياجات.

ما هي القروض الشخصية؟

القروض الشخصية هي قروض تُقدم للأفراد لتلبية احتياجاتهم الشخصية المتنوعة، مثل تغطية نفقات الزواج والتعليم وشراء الأثاث، أو حتى قضاء عطلة، وتقدم عادةً من البنوك والمؤسسات المالية بفائدة معينة، ويتم سدادها على أقساط شهرية ثابتة.

وفي مصر، شهدت القروض الشخصية نمواً ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة لعدة عوامل منها:

  • التحولات الاقتصادية

التغيُّرات الاقتصادية التي شهدتها مصر في السنوات الماضية، مثل الإصلاحات الاقتصادية وزيادة الأسعار، مما دفع الكثيرين للبحث عن وسائل تمويل إضافية لتغطية نفقاتهم اليومية والمتطلبات الضرورية.

  • سهولة الحصول على القروض

تسهيل إجراءات الحصول على القروض وتبسيط متطلباتها، حيث أصبحت البنوك والمؤسسات المالية توفر منتجات مالية تتناسب مع مختلف شرائح المجتمع المصري.

  • زيادة الوعي المالي

ازداد الوعي المالي بين المواطنين حول أهمية التخطيط المالي والاقتراض المسؤول، ما أدى إلى زيادة الاعتماد على التمويلات الشخصية كوسيلة لإدارة النفقات.

  • حجم القروض في مصر

ارتفع إجمالي أرصدة القروض المقدَّمة من البنوك العاملة في السوق المصرية، بخلاف البنك المركزي المصري إلى 6.8 تريليون جنيه في نهاية شهر أبريل 2024، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي المصري، كما بلغ إجمالي أرصدة القروض المقدمة للقطاع العائلي 971.3 مليار جنيه في نهاية أبريل الماضي.

تعرّف أيضًا إلى القروض المصرفية للمشاريع الصغيرة

أسباب تزايد الإقبال على القروض الشخصية

تتعدد الأسباب التي تدفع الأفراد للحصول على قروض شخصية في مصر، من بينها:

  • التعليم: العديد من الأفراد يلجؤون إلى القروض لتغطية تكاليف التعليم العالي، سواء في الجامعات المحلية أو الدولية.
  • الرعاية الصحية: في ظل تكاليف الرعاية الصحية المرتفعة، يلجأ البعض إلى التمويلات الشخصية لتغطية نفقات العلاج والعمليات الجراحية.
  • تحسين مستوى المعيشة: الكثيرون يسعون لتحسين مستوى معيشتهم من خلال شراء السيارات أو الأثاث أو حتى تجديد المنازل، وذلك عبر الحصول على قرض شخصي.
  • الإصلاحات الاقتصادية والتضخم: أدَّت الإصلاحات الاقتصادية إلى ارتفاع الأسعار وزيادة تكلفة المعيشة، مما دفع الكثير من الأفراد إلى اللجوء للقروض لتغطية نفقاتهم الأساسية.

أنواع القروض الشخصية في مصر

تتعدد أنواع القروض الشخصية في مصر لتتناسب مع احتياجات المواطنين وظروفهم، ورغم الفائدة التي قد تتحقق من هذه البرامج المالية، لا بد من التنبيه إلى ضرورة تعزيز الثقافة المالية بين المواطنين وتشجيعهم على الاقتراض المسؤول لضمان تحقيق الاستقرار المالي على المدى الطويل، فضلًا عن اختيار النوع الأنسب وفقًا للمتاح. ومن أنواعها ما يأتي:

قروض الأغراض العامة

تُستخدم لتلبية احتياجات شخصية متنوعة، مثل تغطية تكاليف الزواج أو السفر أو النفقات الطبية، وتوفر مرونة كبيرة في الاستخدام دون الحاجة إلى تحديد غرض محدد للقرض، وتُحتسب عادة بأسعار فائدة ثابتة أو متغيرة بناءً على سياسة البنك.

قروض التعليم

تُمنح لتغطية تكاليف التعليم العالي، سواء في الجامعات المحلية أو الدولية، وتساعد الطلاب وأولياء الأمور على تمويل التعليم دون اللجوء إلى مصادر مالية أخرى، وغالباً ما تكون بأسعار فائدة أقل من القروض الأخرى لتشجيع التعليم.

قروض السيارات

تُستخدم لتمويل شراء السيارات الجديدة أو المستعملة، وتساعد الأفراد على امتلاك سيارة دون الحاجة إلى دفع المبلغ كاملاً مقدماً، وتتراوح الفائدة بين الثابتة والمتغيرة، وتعتمد على سعر السيارة وفترة السداد.

قروض الإسكان وتجديد المنازل

تُمنح لتمويل شراء العقارات أو تجديد المنازل القائمة، وتمَكِّن الأفراد من تحسين أوضاع سكنهم أو الاستثمار في العقارات، وقد تكون بأسعار فائدة تفضيلية للمشاريع السكنية المدعومة من الدولة أو البنوك.

قروض الرعاية الصحية

تساعد الأفراد على الحصول على الرعاية الطبية اللازمة دون تحمل أعباء مالية كبيرة، وغالباً ما تكون بأسعار فائدة أقل لدعم الرعاية الصحية.

قروض شراء السلع الاستهلاكية

تتيح للأفراد تحسين جودة حياتهم من خلال امتلاك سلع ضرورية دون الدفع الفوري، وتختلف أسعار الفائدة بناءً على نوع السلعة وفترة السداد.

اقرأ أيضًا: الودائع وأنواعها في مصر

تحديات القروض الشخصية في مصر

على الرغم من فوائد القروض الشخصية، إلا أنَّها تواجه عدة تحديات في السوق المصري، منها ما يأتي:

  • ارتفاع معدلات الفائدة: يُشكل ارتفاع معدَّلات الفائدة تحدياً كبيراً، حيث يزيد من تكلفة الاقتراض ويجعل سداد الأقساط أكثر صعوبة على المقترضين.
  • زيادة نسبة التعثر: مع زيادة عدد المقترضين وتوسع السوق، ارتفعت أيضاً نسبة التعثر في سداد القروض، مما يشكل عبئاً إضافياً على البنوك ويؤثر على الاقتصاد بشكل عام.
  • الاعتماد المفرط على القروض: قد يؤدي الاعتماد الزائد على التمويلات الشخصية إلى مشكلة في الإدارة المالية للأفراد، حيث قد يجدون أنفسهم في دائرة من الديون يصعب الخروج منها.
  • التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية: تلعب القروض الشخصية دوراً مزدوجاً في الاقتصاد المصري؛ فرغم أنّها تسهم في تحفيز الاستهلاك والنمو الاقتصادي، إلا أنّها قد تزيد من الأعباء المالية على الأفراد وتؤدي إلى تفاقم مشكلة الديون.

أسئلة اطرحها على نفسك قبل الحصول على قرض! تعرف عليها في المال الشامل

مستقبل القروض الشخصية في مصر

من المتوقع أن يستمر نمو سوق القروض الشخصية في مصر خلال السنوات المقبلة، مدفوعًا بالتوسع في تقديم منتجات مالية مبتكرة وتبسيط إجراءات الحصول على القروض، مما يسهم في تعزيز الشمول المالي وتمكين الأفراد من تلبية احتياجاتهم المالية بسهولة أكبر.

تساهم الحلول التمويلية الرقمية في تسريع وتسهيل عمليات الإقراض، مما يجعل القروض الشخصية خيارًا متاحًا لشريحة واسعة من الأفراد، سواء لتغطية نفقات طارئة، أو تمويل مشروعات صغيرة، أو تحسين مستوى المعيشة. ومع ذلك، فإن الاعتماد المتزايد على هذه القروض يتطلب وعياً مالياً وتخطيطاً دقيقاً، لتجنب الوقوع في فخ الديون المتراكمة، مما قد يؤثر سلبًا على الاستقرار المالي للأفراد.

تحسين وتعزيز استراتيجيات الإقراض المسؤولة سيؤدي إلى سوق أكثر استقرارًا وشفافية، حيث يتمكن الأفراد من الاستفادة من القروض بطرق تضمن لهم الاستقرار المالي دون المخاطرة بزيادة الأعباء المالية عليهم.

قد نرغب أيضًا في التعرف على الحسابات الاستثمارية في البنوك الإسلامية

تابعنا على صفحتنا على فيسبوك

تابعنا أيضًا على صفحتنا على إنستغرام

أخبار ذات صلة