المغرب يُحقق إنجازاً تاريخياً في السياحة: 1.2 مليون سائح في يناير 2025
تقرير: باسل محمود
في قلب شتاء 2025، وبينما تتجمد معظم الوجهات السياحية التقليدية تحت وطأة البرد، كان المغرب يكتب فصلاً جديداً في قصة نجاحه السياحي، حيث لم تكن الأرقام الصادرة عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني مجرد أرقام عابرة، بل شهادة على تحول المملكة إلى قوة جذب عالمية لا تعرف الموسمية.
شتاء غير مسبوق.. 1.2 مليون سائح في يناير
لم يكن يناير 2025 شهراً عادياً في أجندة السياحة المغربية، حيث تجاوزت المملكة، للمرة الأولى في تاريخها، حاجز المليون زائر خلال شهر من أكثر أشهر السنة برودة، بحسب وكالة الأنباء المغربية.
استقبل المغرب 1.2 مليون سائح، بزيادة بلغت 27% مقارنة بشهر يناير 2024، وهو ما يعادل 272 ألف زائر إضافي. هذا الإنجاز لا يُعَدُّ رقماً قياسياً فحسب، بل انعكاسًا لتحول عميق في مكانة المغرب على خريطة السياحة العالمية، فبدلاً من الاعتماد على ذروة المواسم الصيفية أو الأعياد، أصبح المغرب وجهة يقصدها السياح طوال السنة، ما يعزز قدرته على جذب الاستثمارات ودعم الاقتصاد الوطني.
استراتيجية محكمة وراء نمو السياحة
لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، حيث تؤكد وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أنَّ هذا الزخم السياحي هو نتيجة مباشرة لخارطة الطريق التي وضعتها الحكومة، والتي تركز على تحويل تجربة السائح إلى رحلة فريدة من نوعها.
تقول الوزيرة: “تجاوز عتبة المليون سائح في يناير يُؤكد أنَّ المغرب أصبح وجهة سياحية رائدة على مدار السنة، فنحن لا نبيع منتجاً سياحياً فحسب، وإنّما نعرض تجربة متكاملة تعكس تنوع وغنى الثقافة المغربية”.
هذه الرؤية تمحورت حول تطوير البنية التحتية السياحية، وتعزيز الخدمات، بالإضافة إلى توسيع نطاق الأنشطة السياحية التي تلبي مختلف الأذواق.
تنوع التجارب.. من جبال الأطلس إلى سواحل أغادير
لم تكن المناظر الطبيعية الخلابة أو التراث الثقافي العريق هي التي جعلت المغرب وجهة سياحية فقط، وإنّما تنوع التجارب التي يقدمها للسياح؛ ففي نفس الرحلة يمكن للسائح أن يستكشف مدنًا تاريخية مثل فاس ومراكش، ويتمتع بأجواء البحر في أغادير، ويتحدى الطبيعة في جبال الأطلس.
هذا التنوع، الذي تُعَزِّزه الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات، جعل من المغرب مكانًا يُقَدِّم شيئًا لكل شخص، سواء كان الباحث عن مغامرة، أو الراغب في الاسترخاء، أو المهتم بالثقافة والفنون، ومع استمرار الزخم وتطوير القطاع، يبدو أنَّ المغرب لديه الكثير ليقدمه للعالم في السنوات المقبلة.
قد يهمّك أيضًا: قلب السياحة المغربية ينزف تحت ركام الزلزال
السياحة كركيزة اقتصادية في المغرب
السياحة في المغرب ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل ركيزة أساسية في استراتيجية التنمية الوطنية، ولعلّ الأداء القوي لشهر يناير الماضي، يُعزز من ثقة المستثمرين في القطاع ويشجع على ضخ المزيد من الاستثمارات في الفنادق، والنقل، والخدمات المرتبطة بالسياحة.
ومن جهتها، أكّدت الوزيرة عمور أنَّ هذا النجاح يتماشى مع أهداف رؤية 2030، التي تسعى لتحويل المغرب إلى واحدة من أفضل 10 وجهات سياحية عالمية، مشيرةً إلى أنَّ الوزارة تعمل على تعزيز الربط الجوي، وتحسين جودة الخدمات، علاوة على تطوير منتجات سياحية جديدة تلبي تطلعات الزوار.
لكن رغم الأرقام القياسية، يظل الحفاظ على هذا الزخم تحدياً بحد ذاته؛ فمع ارتفاع توقعات السياح، يتعيَّن على المغرب الاستمرار في الابتكار وتقديم تجارب جديدة تضمن ولاء الزوار وتُشَجِّعهم على العودة، وهذا يتطلّب تحسين البنية التحتية في المناطق النائية، وتطوير السياحة البيئية، وتعزيز الاستدامة.
بين الأرقام والإستراتيجيات، يظهر المغرب كقصة نجاح حقيقية في عالم السياحة، إذ إنّ تجاوز حاجز الـ1.2 مليون سائح في يناير ليس مجرّد إنجاز رقميّ، بل دليل على أنَّ المملكة تسير في الطريق الصحيح لتُصبح من بين الوجهات الأكثر جذبًا على مستوى العالم.
اقرأ المزيد في هذا التقرير: المغرب وجهة سياحية عالمية تجذب الملايين