رغم المخاوف التي تسود أسواق النفط بسبب اضطراب حركة إمدادات الطاقة نتيجة تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية
خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على النفط لهذا العام، وقدرت نمواً أبطأ في عام 2025 بسبب التوقعات الاقتصادية الباهتة وتزايد شعبية السيارات الكهربائية.
أوبك تعارض التوقعات
وتتعارض توقعات الوكالة مع آراء العديد من كبار المتداولين في العالم كما تتعارض مع توقعات منظمة أوبك، الذين أكدوا على أن استهلاك النفط آخذ في الارتفاع.
وكانت القوة الملحوظة في الطلب أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت على دفع خام برنت مرة أخرى إلى ما فوق 90 دولاراً للبرميل، إلى جانب المخاطر الجيوسياسية المتزايدة وشح الإمدادات.
وبحسب الوكالة يتوقع أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً في عام 2025، كما خفضت الوكالة تقديراتها لتوسع الاستهلاك هذا العام بمقدار 130 ألف برميل يومياً إلى 1.2 مليون برميل، مشيرة إلى ضعف تسليم الشحنات بشكل استثنائي في الدول المتقدمة بالربع الأول.
وكانت منظمة أوبك قد توقعت في وقت سابق، نمواً قوياً للطلب هذا العام والعام المقبل، في المقابل، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد تحالف “أوبك+” تضخم في احتياطي الطاقة الإنتاجية الخاملة وأن يصل ذلك إلى واحد من أعلى المستويات على الإطلاق في عام 2025 مع زيادة الإمدادات المنافسة.
منتجو النفط من خارج أوبك
وأوضحت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري اليوم الجمعة أن الإنتاج القوي من خارج أوبك+، إلى جانب التباطؤ المتوقع في نمو الطلب، سيقلل من الطلب على نفط أوبك+”.
وعلى الرغم من اللهجة المتشائمة بشأن الطلب على النفط، لا تزال وكالة الطاقة الدولية تتوقع انخفاض المخزونات خلال معظم شهور هذا العام إذا أبقت “أوبك+” على قيود العرض الحالية، ومن المتوقع أن يكون أكبر انخفاض في المخزونات بالربع الثالث، بالتزامن مع ذروة موسم الطلب الصيفي في نصف الكرة الشمالي، عندما يتوقع العديد من المتداولين أيضاً ارتفاع الأسعار.
وحتى مع تباطؤ وتيرة النمو، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز الطلب العالمي 105 ملايين برميل يومياً للمرة الأولى في النصف الثاني من عام 2025، وسيأتي جزء كبير من هذه الزيادة من الصين والهند، اللتين لا تزالان المحرك الرئيسي لنمو الطلب على النفط، وفي المقابل، من المتوقع أن ينخفض الاستهلاك للعام الثاني في الاقتصادات النامية.
كما يتوقع أن تضيف الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيانا مجتمعة 1.2 مليون برميل يومياً من الإمدادات هذا العام ومليون برميل يومياً العام المقبل، وهو ما يكفي تقريباً لتلبية نمو الطلب العالمي، وسوف تمثل الولايات المتحدة وحدها نحو نصف هذه الكميات، حتى مع تراجع وتيرة نمو إنتاجها عن المستويات المرتفعة تاريخياً.
اقرأ أيضا: ثروات المغرب من المعادن تقود ثورة في الطاقة المتجددة
تابعنا على صفحتنا على فيسبوك