بوينغ ترضخ لمطالب الموظفين.. هل تنتهي الأزمة؟

رضخت شركة بوينغ لمطالب نقابات العمال التي تنفذ أحد أكبر الإضرابات في تاريخ الشركة، والذي بدأ منذ سبتمبر الماضي، ويشارك فيه حوالي 33 ألف عامل نقابي في مصانع بوينغ بالساحل الغربي للولايات المتحدة، خاصة في ولاية واشنطن، مما أدى إلى شلل في إنتاج طائرات “737 ماكس”، و”767″، و”777″، وتأجيل تسليم طائرات “777 إكس” من 2025 إلى 2026، بعدما كان من المقرر أن تدخل الخدمة في يناير 2020.

التصويت على مقترح بوينغ

يُطالب العمال بزيادات كبيرة في الأجور ومكاسب أخرى، معربين عن استيائهم من ثبات الأجور لأكثر من عقد في ظل ارتفاع التضخم، وقد كانت زيادة الأجور حجر عثرة في المفاوضات، حيث اقترحت بوينغ في البداية زيادة بنسبة 25% ثم 30%، بينما كانت النقابة تطالب بزيادة 40%.

وفي النهاية، أعلنت نقابة تمثل فنيي الإصلاح المضربين أن أعضاءها سيُصَوِّتون يوم الأربعاء على اتفاق لتجديد العقود، يشمل زيادة في الرواتب بنسبة 35% على مدى أربع سنوات، وفي حال تمت الموافقة على الاتفاق، سينتهي الإضراب الذي يأتي في وقت تواجه فيه بوينغ سلسلة من الإخفاقات.

يشمل العرض المقدم للعمال مكافأة قدرها 7 آلاف دولار عند الموافقة، واستعادة خطة الحوافز، وزيادة الإسهامات في حسابات التقاعد، بما في ذلك دفعة لمرة واحدة بقيمة 5 آلاف دولار، إضافة إلى مساهمات أخرى تصل إلى 12%. وقد أعلنت النقابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها تلقت عرضًا جديدًا بدعم من جولي سو، القائمة بأعمال وزير العمل الأمريكي، واصفة إياه بأنه “جدير بالدراسة”.

اقرأ أيضًا: كيف أصبحت الطائرة الرئاسية كابوس لشركة بوينغ؟

تداعيات الإضراب

من الجدير بالذكر أنّ مصنعة الطائرات الأمريكية تكبدت خسائر مباشرة جراء الإضراب تُقدر بحوالي 7.6 مليارات دولار، منها 4.35 مليارات دولار على الشركة، وقرابة ملياري دولار على الموردين، وفقًا لتقرير “مجموعة أندرسون الاقتصادية”. وعلقت بوينغ بقولها: “نتطلع إلى تصويت موظفينا على المقترح”، لكنها أكدت أن الإضراب يمثل واحدة فقط من التحديات العديدة التي تواجهها الشركة.

واجهت شركة بوينغ أيضًا اضطرابات أخرى في يناير الماضي، عندما تعرضت طائرة من طراز “737 ماكس” لحادث انفصال أحد ألواح النوافذ في منتصف الرحلة، مما استدعى هبوطًا اضطراريًا، فتم تشديد الرقابة الفدرالية على خطوط إنتاج بوينغ ومبيعاتها، وهذا أثر سلبًا على إنتاج الشركة، وفي محاولة لمواجهة التحديات أعلنت بوينغ عن خطة لتعبئة 25 مليار دولار لتحسين تدفقاتها المالية.

خطة بوينغ لخفض النفقات

كانت بوينغ قد أعلنت مؤخرًا عن خطط لتقليص قوتها العاملة بـ17 ألف وظيفة، أو 10% من موظفيها حول العالم، وذلك بهدف توفير 5 مليارات دولار من التكاليف، وتأتي هذه الخطوة في إطار فوضى مستمرة في الشركة منذ عام، عقب حادثة طوارئ لطائرة “737 ماكس 9” تابعة لشركة “ألاسكا إيرلاينز”.

ومن المتوقع أن تشمل الوظائف الملغاة مناصب تنفيذية وإدارية، وفقًا لما أعلن عنه الرئيس التنفيذي للشركة، كيلي أورتبرغ، مشيرًا إلى أن الشركة بحاجة إلى “مواءمة مستويات اليد العاملة مع الواقع المالي”.

تابعنا على صفحتنا على فيسبوك

تابعنا أيضًا على صفحتنا على إنستغرام

أخبار ذات صلة