ما هي سندات الخردة؟

سندات الخردة أدوات دين تصدر من قبل الشركات أو الكيانات ذات التصنيف الائتماني المنخفض، وتعتبر أقل استقراراً وأكثر مخاطرة من السندات ذات التصنيف العالي، وتستخدم الشركات هذه السندات لتمويل مشاريعها أو توسيع أنشطتها بحيث تعد البديل الرئيسي عن قروض البنوك.

أنواع سندات الخردة:

هناك عدة أنواع منها تختلف في هيكلها وشروطها، ومن بين هذه الأنواع:

غير المضمونة (Unsecured Junk Bonds):

هذا النوع من السندات لا يتم تأمينه بضمانات أو أصول معينة من قبل الشركة المصدرة، وتكون مخاطر استثمارها أعلى نسبيًا نظرًا لعدم وجود ضمانات تأمين لحملتها.

المضمونة (Secured Junk Bonds):

تكون هذه السندات مؤمنة بأصول أو ضمانات معينة من قبل الشركة المصدرة، ويتم استخدام الأصول المؤمنة كضمان لسداد الديون في حالة الافلاس أو التخلف عن السداد.

القابلة للتحويل (Convertible Junk Bonds):

تتيح هذه السندات لحاملها فرصة تحويلها إلى أسهم في الشركة المصدرة بسعر محدد في فترة محددة، وتعتبر خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يرغبون في المشاركة في النمو المستقبلي للشركة بالإضافة إلى الاستثمار في الديون.

ذات الفائدة المتغيرة (Variable-Rate Junk Bonds):

تعتمد أسعار الفائدة على مؤشر معين مثل معدل الفائدة الأساسي أو مؤشر سوقي آخر، وتتغير أسعار الفائدة بانتظام وفقًا لتغيرات المؤشر المعين.

ذات التصنيف المزدوج (Double-B-rated Junk Bonds):

تحمل هذه السندات تصنيفين من وكالات التصنيف الائتماني، حيث تصنف على أنها خردة، وتلعب هذه الأنواع المختلفة من دورًا مهمًا في تلبية احتياجات تمويل الشركات ذات التصنيف الائتماني المنخفض، وتوفر فرص للمستثمرين للحصول على عائدات عالية مقابل تحملهم للمخاطر المرتبطة بهذه الأدوات.

من يصدر سندات الخردة؟

تُصدر عادةً من قبل الشركات أو الكيانات التي تواجه صعوبات مالية أو تحتاج إلى تمويل إضافي لتمويل أنشطتها التشغيلية أو المشاريع التوسعية، وهذه الشركات قد تكون ذات تصنيفات ائتمانية منخفضة نسبيًا، مما يجعلها غير قادرة على الحصول على تمويل من مصادر تمويل تقليدية مثل البنوك أو يمكنها أن تحصل على التمويلات بتكلفة مرتفعة.

من بين الجهات التي تصدر سندات الخردة:

  • الشركات الناشئة والصغيرة: قد تحتاج الشركات الناشئة والصغيرة إلى تمويل إضافي لتمويل نموها أو لتغطية النقص في التمويل.
  • الشركات ذات التصنيف الائتماني المنخفض: الشركات التي تواجه تحديات مالية قد تكون في حاجة إلى تمويل من خلال إصدارها لسداد ديونها الحالية أو لتمويل مشاريع مستقبلية.
  • الشركات في الصناعات عالية المخاطر: بعض الصناعات مثل الطيران، البناء، والطاقة تتطلب استثمارات كبيرة وقد تصدر هذا النوع من السندات لتوفير التمويل اللازم لهذه الاستثمارات.
  • الشركات في القطاعات الصناعية الناضجة: حتى الشركات التي تعمل في القطاعات الصناعية الناضجة قد تواجه تحديات مالية، وبالتالي قد تقوم بإصدار هذه السندات للحصول على التمويل اللازم.

من يشتري سندات الخردة؟

يشتريها عادتا مجموعة متنوعة من المستثمرين الذين يبحثون عن عوائد أعلى مقارنة بالسندات ذات التصنيف العالي، على الرغم من التعرض لمخاطر أكبر، ومن بين المستثمرين الذين يشترونها:

اقرأ أيضا: ماذا تعرف عن السندات الزرقاء؟

  • صناديق الاستثمار والمؤسسات المالية: تشتري الصناديق الاستثمارية والبنوك وشركات التأمين وغيرها من المؤسسات المالية هذه السندات كجزء من استراتيجياتها لتنويع المحفظة وزيادة العائدات.
  • المستثمرون الأفراد: يشتري بعض المستثمرين الأفراد ذوو الخبرة والمعرفة العالية بالأسواق المالية هذه السندات كجزء من استراتيجياتهم لزيادة العائدات.
  • المضاربون: قد يشترون المضاربون هذه السندات في الوقت الذي يعتقدون فيه أن السعر سيزداد في المستقبل، مستفيدين من تحقيق أرباح قصيرة الأجل.

أماكن تداول سندات الخردة:

تتداول سندات الخردة في عدة منصات وأسواق مالية، وتشمل هذه الأماكن ما يلي:

البورصات الرئيسية:

يمكن تداول سندات الخردة في بورصات الأوراق المالية الرئيسية مثل بورصة نيويورك وبورصة لندن وبورصة طوكيو، ويتم تنظيم تداول السندات في هذه البورصات، وفقًا للقواعد، والتنظيمات المحلية، والدولية.

الأسواق الثانوية الخاصة:

يمكن أن تكون هناك أسواق ثانوية خاصة متخصصة في تداول السندات الخردة بمختلف أنواعها، وهذه الأسواق غالبًا ما تكون أقل تنظيمًا من البورصات الرئيسية وتعتمد على الاتفاقيات بين المشترين والبائعين.

السوق الخاصة بالسندات (Bond Market):

يتم تداول سندات الخردة في السوق الثانوية للسندات، حيث يتم عقد المعاملات بين الأفراد والمؤسسات من خلال وسطاء الأوراق المالية، ويتمتع هذا السوق بمرونة أكبر ويمكن للمستثمرين الوصول إليه بسهولة من خلال وسطاء السوق المالية.

اقرأ أيضا: لماذا تصدر الشركات السندات؟

منصات التداول الإلكترونية:

توفر بعض المنصات الإلكترونية إمكانية التداول في سندات الخردة، حيث يمكن للمستثمرين تنفيذ الصفقات عبر الإنترنت بسهولة وسرعة.

صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) وصناديق الاستثمار المشترك (Mutual Funds):

يمكن أن تشتمل بعض صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشترك على سندات الخردة في محفظتها، حيث يمكن للمستثمرين شراء وبيع أسهم هذه الصناديق للمشاركة في تداول السندات.

مزايا سندات الخردة:

سندات الخردة توفر مجموعة من المزايا للمستثمرين، من بينها:

  • عائدات عالية: تُعتبر سندات الخردة من الأصول ذات العائدات العالية نسبياً مقارنة بالسندات ذات التصنيف العالي، وذلك لتعرضها لمخاطر أعلى، وهذا يعني أن المستثمرين يمكن أن يتوقعوا عائدات أكبر مقارنة بسندات الحكومات أو الشركات ذات التصنيف العالي.
  • فرص التنويع: توفر سندات الخردة فرصة للمستثمرين لتنويع محافظهم الاستثمارية، بالإضافة إلى الأسهم والسندات ذات التصنيف العالي، يمكن أن تكون سندات الخردة جزءًا مهمًا من استراتيجية التنويع.
  • أنواع متعددة: تأتي سندات الخردة بأنواع مختلفة تشمل السندات غير المضمونة، والمضمونة، والقابلة للتحويل وسندات الفائدة المتغيرة، مما يتيح للمستثمرين الاختيار بين مجموعة متنوعة من الاستثمارات.
  • سيولة نسبية: بالرغم من أن سوق سندات الخردة ليس حجمها كبير إلا أن بعض هذه السندات لديها شهرة وقد تكون قابلة للتداول بشكل جيد، مما يتيح للمستثمرين بيعها بسرعة عند الحاجة.
  • فرص النمو: في حال نجاح الشركة المصدرة وتحسين وضعها المالي، قد تزداد قيمة سندات الخردة وتوفر فرصة للمستثمرين لتحقيق أرباح رأس المال.

بالطبع، يجب على المستثمرين مراعاة المخاطر المرتبطة بها، بما في ذلك مخاطر التعثر في السداد وتقلبات أسعار الفائدة والتقلبات الاقتصادية العامة، لذلك، يُنصح المستثمرين بإجراء البحث والتقييم الجيد قبل اتخاذ قرار الاستثمار فيها.

طبيعة المخاطر:

تتضمن مجموعة من المخاطر التي يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية بها قبل الاستثمار فيها، وتشمل هذه المخاطر ما يلي:

  • مخاطر العائد والفائدة: يتأثر سعرها عكسيًا بتغيرات معدلات الفائدة، فعندما ترتفع معدلات الفائدة، ينخفض سعر السندات الموجودة في السوق والعكس صحيح، مما يؤثر سلبًا على قيمتها.
  • مخاطر التسويق والسيولة: قد تتأثر قيمتها بقلة الطلب عليها في السوق الثانوية، ويمكن أن يكون هذا الأمر مشكلة خاصة إذا كانت السوق غير سائلة ولا يمكن للمستثمرين بسهولة بيع سنداتهم.
  • مخاطر التقلبات الاقتصادية والسياسية: يمكن أن تتأثر بالتقلبات الاقتصادية والسياسية، مثل الركود الاقتصادي أو التغيرات في السياسات الحكومية.
  • مخاطر التسويق والائتمان: قد تواجه الشركات المصدرة لها صعوبات في سداد الديون نتيجة لظروفها المالية السيئة، مما يزيد من احتمال عدم قدرتها على سداد رأس المال والفائدة على السندات.
  • مخاطر التسعير: يمكن أن يؤثر التسعير غير الصحيح على سعر السندات، مما يؤدي إلى عدم كفاية العائد المتوقع مقابل المخاطر المرتبطة بها.
  • مخاطر الافلاس: في حالة افلاس الشركة المصدرة لها، يمكن أن يفقد المستثمرون قيمتها بشكل كامل أو جزئي.

العوامل التي تؤثر في سندات الخردة:

هناك عدة عوامل تؤثر في سندات الخردة وتحدد قيمتها وأداؤها، ومن أبرز هذه العوامل:

  • التصنيف الائتماني: يعتبر التصنيف الائتماني للسندات من أهم العوامل التي تؤثر في قيمتها، حيث يعكس تصنيف الائتمان تقييم شركة الإصدار من قبل وكالات التصنيف الائتماني بشأن قدرتها على سداد ديونها، وتتميز السندات ذات التصنيف الائتماني المنخفض بعوائد أعلى نظرًا لزيادة المخاطر.
  • معدلات الفائدة: تتأثر قيمة السندات بتغيرات معدلات الفائدة، فعندما يرتفع معدل الفائدة، يقلل ذلك من جاذبية السندات الموجودة في السوق لأنها تصبح أقل جاذبية بالمقارنة مع السندات الجديدة التي تقدم عائدات أعلى.
  • التضخم: يمكن أن يؤثر التضخم على قيمة السندات عن طريق تقليل قيمتها الحقيقية، ويفضل المستثمرون أساسًا الاستثمار في سندات تقدم عائدات تفوق معدل التضخم لضمان حفظ قيمة رأس المال.
  • حالة الاقتصاد العامة والسياسية: يمكن أن تؤثر التغيرات الاقتصادية والسياسية على سوق السندات وعلى عوائد السندات، فعلى سبيل المثال، في حالة انخفاض الثقة في الاقتصاد أو السياسة، قد يتجه المستثمرون إلى الأصول الآمنة مثل السندات ذات التصنيف المرتفع.
  • الأداء المالي للشركة المصدرة: يؤثر أداء الشركة المصدرة للسندات على قيمتها، حيث يرتبط أداء الشركة بقدرتها على سداد الديون وتحقيق العائدات المتوقعة.

اقرأ أيضا: من الأفضل الأسهم أم السندات؟
تابعنا على صفحتنا على فيسبوك

تابعنا أيضا على صفحتنا على انستغرام

أخبار ذات صلة