كيف يصبح “شات جي بي تي” مساعدك الذكي في التذكيرات والمهام؟

تقرير: باسل محمود

في وقت بات فيه الذكاء الاصطناعي أحد المحاور الأساسية للتطوير التكنولوجي، أثبتت شركة (OpenAI) أنَّها لاعب رئيس في هذا المجال عبر تقديم ميزة جديدة تُعرف بـ”المهام”؛ إذ إنّ هذه الإضافة تعكس طموحات الشركة لتحويل “شات جي بي تي” من مجرد مساعد ذكي إلى أداة شاملة لإدارة الحياة اليومية، مما يفتح آفاقًا جديدة لكيفية تفاعل البشر مع التكنولوجيا التي بدأت تتغلغل في الحياة اليومية للمستخدمين، وفق “axios”.

لماذا تُعتبر مهام شات جي بي تي تطورًا ثوريًا؟

ميزة “المهام” التي أنتجتها (OpenAI) تُعيد تعريف الطريقة التي يعتمد بها الأفراد على المساعدات الرقمية، فبينما تعتمد تطبيقات مثل (Siri) و(Alexa) على وظائف محدودة أو تفاعلات صوتية أساسية، تُقدم “المهام” حلاً متكاملاً لإدارة الحياة اليومية، مما يُمكن المستخدمين من إنجاز المزيد من خلال منصة واحدة.

هذه الميزة ليست مجرد وسيلة لإعداد التذكيرات، بل منصة متقدمة تُتيح جدولة الإجراءات المستقبلية بطريقة ذكية ومتكاملة، حيث يُمكن للمستخدمين الحصول على إشعارات خاصة بمواعيد شخصية، مثل الفحوصات الطبية، أو تحديثات يومية حول الطقس.

كما يُمكن للمستخدم إعداد تذكير على جهاز سطح المكتب، ليظهر على الهاتف المحمول أو عبر إشعار بالبريد الإلكتروني، مما يُلغي الحاجة لاستخدام تطبيقات مختلفة لتحقيق الغرض نفسه.

كيف تعمل ميزات شات جي بي تي؟

يُمكن للمستخدم اختيار نموذج “GPT-4o” المُحسن الذي يدعم خيار “المهام”، ثمَّ كتابة المهمة المطلوبة مع تحديد تاريخ ووقت التنفيذ، علمًا أنّ النظام يُتيح إنشاء ما يصل إلى 25 تذكيرًا نشطًا في نفس الوقت، مع إمكانيات لتسمية وتنظيم المهام بطريقة سلسة.

يُمكنك من خلال هذه الميزة إعداد تنبيهات متكررة، مثل التقارير اليومية عن الطقس، والتذكير بمواعيد طويلة الأجل مثل الاجتماعات أو الرحلات، إلى جانب إرسال إشعارات فورية من خلال تطبيقات الجوال وأجهزة سطح المكتب وحتى البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى تفاصيل المهام مباشرة من الإشعار بكل سهولة.

ومن الجدير بالذكر أنّ بإمكانك أن تقوم بإدارة مهمَّاتك بشكل شامل عبر إمكانية تسمية وتصنيف المهام لتسهيل تنظيمها واسترجاعها.

لمن تُتاح ميزات شات جي بي تي ؟

الميزة متوفرة حاليًا للمشتركين في خطط (ChatGPT Plus)، و(Team)، و(Pro)، مع خطط لتوسيع نطاق الإتاحة لجميع المستخدمين في المستقبل. أمَّا المستخدمون المجانيون، فيمكنهم الاعتماد على بدائل مثل سيري أو مساعد جوجل، ولكن مع قيود في التكامل والوظائف.

بالإضافة إلى “المهام”، تعمل (OpenAI) على تطوير وكيل مستقل يُعرف باسم “المُشغِّل” (Operator)، يُمكنه التحكم بالأجهزة الرقمية بشكل ذاتي، مما يجعل الذكاء الاصطناعي قادرًا على إدارة المزيد من التفاصيل المعقدة في حياة المستخدم.

بدلًا من طلب تنفيذ المهام يدويًا، يُمكن للمُشغِّل أن يُدير الأجهزة تلقائيًا وفقًا لتفضيلات المستخدم. على سبيل المثال، يُمكن للمُشَغِّل ضبط الإضاءة في المنزل، أو التحكم في درجة حرارة التكييف، أو حتى إدارة المهام المهنية مثل جدولة الاجتماعات وإعداد التقارير.

اقرأ أيضًا: هل يصبح الذكاء الاصطناعي شريك الحياة المثالي؟

شات جي بي تي .. التواصل مع المستخدمين

تعكس (OpenAI) رؤيتها لدمج الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في حياة المستخدمين من خلال إطلاق رقم مجاني (1-800-CHATGPT) ودعم التواصل عبر تطبيق واتساب. هذه الخطوات تُظهر كيف تقلل الشركة الحواجز بين المستخدمين والتكنولوجيا، مما يُعزز الاعتماد على تشات جي بي تي كأداة رئيسة في الحياة اليومية.

مع هذه الابتكارات، تُعزز (OpenAI) موقعها في مواجهة الشركات العملاقة مثل (Google) و(Meta)، فبينما تُركز تلك الشركات على تطوير منصات شاملة، تُقدم (OpenAI) ميزة التركيز على تحسين تجربة المستخدم الفردية عبر الذكاء الاصطناعي.

مع ميِّزات مثل “المهام”، يُمكن للأفراد توفير الوقت والجهد من خلال أتمتة الإجراءات الروتينية، الأمر الذي يُسهم في زيادة الإنتاجية ويُعزز من تجربة المستخدم عبر تمكينه من التركيز على الجوانب الأكثر أهمية في حياته.

شات جي بي تي يعزز الابتكار

من المتوقع أن تستمر (OpenAI) في تطوير ميزات جديدة تُعَزِّز من قدرة “شات جي بي تي” على التكيف مع الاحتياجات المتزايدة للمستخدمين؛ حيث تُشير تقارير إلى وجود خطط لإضافة ميزات مثل تحليل البيانات الشخصية، وتقديم توصيات استباقية، وحتى إدارة المشاريع المهنية.

مع هذه التطورات، يتوقع الخبراء أن يُصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا رقميًا لا غنى عنه عبر تحويله إلى نظام شامل يُساعد الأفراد على تحسين جودة حياتهم من خلال تقديم حلول عملية وذكية لمختلف التحديات اليومية.

ربما كانت العلامة الفارقة في ميزة “المهام” أنّها تمثل بداية حقبة جديدة يُصبح فيها الذكاء الاصطناعي شريكًا مهما في الحياة اليومية للبشر، فمع استمرار الابتكار تُظهر (OpenAI) كيف يُمكن للتكنولوجيا أن تُعيد تشكيل المستقبل، حيث تُصبح الحلول الرقمية أكثر ذكاءً، وتكاملًا، وسهولةً في الاستخدام.

اقرأ أيضًا: OpenAI تدعو لتشكيل حكومة للذكاء الاصطناعي

تابعنا على صفحتنا على فيسبوك

تابعنا أيضًا على صفحتنا على إنستغرام

أخبار ذات صلة