في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن إطلاق عملته المشفرة الخاصة التي تحمل اسمه، مما أثار ضجة كبيرة في الأسواق المالية ووسائل الإعلام، إذ إنّ هذه العملة، التي تم تقديمها على أنَّها “عملة ميم”، تقتصر على الحماس الشعبي حول شخصية ترامب وتستهدف المستثمرين الذين يتابعون الظواهر الرقمية الناشئة.
ورغم غياب أيّ فائدة اقتصادية أو معاملاتية واضحة لهذه العملة، فإنَّها سرعان ما أصبحت محطَّ اهتمام واسع، مما أدى إلى قفزات كبيرة في قيمتها السوقية. في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل إطلاق هذه العملة وأبعادها المالية في ضوء ما قد تعنيه على المدى البعيد.
ترامب يطلق عملته المشفرة لتعزيز الاقتصاد الرقمي
يقول الدكتور ناصر حسن، الخبير الاقتصادي، إنَّ هذه العملة تعتبر جزءاً من رؤية ترامب لتعزيز الاقتصاد الرقمي في الولايات المتحدة وتقليل الاعتماد على العملات التقليدية، كما أنّها تُعد بمثابة محاولة لدمج التكنولوجيا الحديثة في النظام المالي الأمريكي، وذلك بهدف توفير وسيلة أسرع وأكثر أماناً للمعاملات المالية عبر الإنترنت.
ومن الجدير بالذكر أنّه سيكون بإمكان المستخدمين شراء وبيع المنتجات والخدمات باستخدام “عملة ترامب الرقمية”، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في دفع بعض الرسوم الحكومية والمشاركة في الاستثمارات المالية.
وعندما أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن إطلاق عملته المشفرة الخاصة التي تحمل اسمه، أثار ذلك موجة واسعة من عمليات الشراء، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات خلال ساعات قليلة.
صعوبات تواجه عملة ترامب المشفرة
يتوقع الخبير أن تُواجه العملة الجديدة العديد من التحديات القانونية والفنية، حيث سيحتاج ترامب وفريقه إلى مواجهة المتطلبات التنظيمية التي تفرضها السلطات المالية الأمريكية، مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات، فضلًا عن الإجابة على التساؤلات المتعلّقة بكيفية حماية المستخدمين من المخاطر المرتبطة بالعملات الرقمية، مثل التقلبات الحادة في الأسعار.
على الرغم من التحديات، يرى مؤيدو ترامب أنَّ هذه العملة قد تكون خطوة هامَّة نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي وتحقيق استقلالية اقتصادية أكبر. ووفقاً لبعض المحللين، قد تُسهم العملة في جذب الاستثمارات الأجنبية وتنشيط الأسواق المالية الرقمية.
في الوقت نفسه، هناك من يرى أنَّ هذه الخطوة قد تُثير جدلاً واسعاً في الساحة الاقتصادية والسياسية، خاصةً في ظل الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية المشفرة مثل “البيتكوين” و”الإيثيريوم”، والتي تتسم بكونها لا تخضع لرقابة حكومية مباشرة.
اشتعال سوق العملات المشفرة بسبب ترامب: كيف سيتحوّل مستقبل البتكوين؟
عملة الميم: بين الحماس الشعبي والمخاوف الاقتصادية
قدّم ترامب هذه العملة الرقمية عبر رسالة نشرها على شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال” وعلى منصة “إكس”، معرّفًا إياها كـ “عملة ميم”، وهي تعتمد على الحماس الشعبي المحيط بشخصية معينة أو على ظاهرة أو حركة تُحقق انتشارًا واسعًا على الإنترنت. ورغم أنَّها لا تحمل قيمة اقتصادية أو معاملاتية واضحة، غالبًا ما تصنف “عملة الميم” كأصل مضاربي بحت، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
في السياق نفسه، أوضح الموقع الرسمي للمشروع أنَّ العملة تحتفل “بزعيم لا يتراجع أبدًا مهما كانت الظروف”، في إشارة إلى الحادثة التي تعرض فيها ترامب لمحاولة اغتيال خلال حملته الانتخابية في يوليو 2024، وهو الحدث الذي ساهم في انتخابه رئيسًا.
وسرعان ما ارتفعت قيمة عملة ترامب المشفرة الجديدة، حيث بلغ إجمالي القيمة الرأسمالية للوحدات المتداولة نحو 6 مليارات دولار. كما أشار الموقع الرسمي إلى أنَّه تم طرح 200 مليون وحدة من العملة في السوق، مع خطط شركة “فايت فايت فايت” لإضافة 800 مليون وحدة أخرى على مدار الثلاث سنوات القادمة.
علمًا أنّ الجهة المالكة للعملة، بما في ذلك ترامب نفسه، تسيطر على جميع الوحدات التي لم يتمّ طرحها بعد، وتبلغ قيمتها النظرية حاليًا نحو 24 مليار دولار، بناءً على السعر الحالي للعملة في السوق.
اقرأ المزيد: العملات المشفرة لعائلة ترامب تحفز الأسواق الرقمية