هل تُشكل دول “بريكس” تحالفا دوليا لإنتاج الحبوب؟

تقرير: باسل محمود

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حكومته بتقديم مقترحات لتسهيل تجارة الحبوب مع دول تحالف “بريكس” الذي يضم الآن 10 دول، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وانضم لهم حديثاً مصر والسعودية والإمارات وإيران والأرجنتين بالإضافة إلى إثيوبيا.

وبحسب خبراء فإن الهدف المعلن من حث روسيا على إنشاء آلية لتبادل الحبوب، بين دول المجموعة، هو تسهيل تجارة الحبوب بين الدول الأعضاء، لكن هناك محللين يقولون، إن الهيكل الجديد قد يصبح تحالفا في سوق الحبوب العالمية، على غرار تحالف البلدان المصدرة للبترول “أوبك”.

إعادة تشكيل الاتجاهات الاقتصادية العالمية

تقول الدكتورة مها الشيخ، الأستاذ المساعد في سلاسل التوريد بجامعة الشرق الأوسط بالأردن: “مع قيادة الصين لعملية توسيع المجموعة، تكثفت المناقشات حول إنشاء تحالف للحبوب شبيه بتحالف (بريكس بلس) ويؤكد هذا التوسع، مدفوعًا بنموذج التعاون (بريكس بلس) أهمية الشمولية والتعاون فيما بين بلدان الجنوب”.

“أعتقد أن قمة بريكس لهذا العام تحمل أهمية كبيرة في إعادة تشكيل الاتجاهات الاقتصادية العالمية”.. بحسب ما صرحت به لـ”Econpedia”.

يبلغ حجم اقتصاد دول بريكس نحو 28.3 تريليون دولار، ويستحوذ التحالف على نحو 45% من إجمالي سكان العالم، و25% من مساحة اليابسة.

سعي لكسب اعتراف دولي أكبر

ويرى المحلل الاقتصادي محمد عمر، أن خطوة إنشاء تحالف عالمي لتجارة الحبوب، نبعت من التحديات التي واجهت معظم دول العالم، جراء الحرب الروسية الأوكرانية.

“نرى أن هذه الخطوة هي تأكيد من الجانب الروسي على قوة مجموعة بريكس، والتي أصبح لها دوراً أكبر خلال السنوات الماضية، واستطاعت العمل على دعوة بعض دول العالم للانضمام إلى التحالف، من أجل كسب مزيد من الاعتراف الدولي”.

اتفقت مع هذه الرؤية الدكتورة مها، التي قالت إن إدراج دول مثل إندونيسيا والمملكة العربية السعودية في التحالف، يؤكد من جديد التزام “بريكس” بتعزيز نفوذها بمرور الوقت.

وخلال عام 2023، صدّرت روسيا منتجات زراعية بقيمة 9 مليارات دولار إلى أسواق “بريكس” بزيادة 2.6 مرة عما كانت عليه في 2019.

وبحسب اتحاد مصدري الحبوب الروسي، أنتجت دول “بريكس” 1.17 مليار طن من الحبوب سنويا خلال 2023، مستحوذة على نحو 42% من الإنتاج العالمي.

ويتوقع الاتحاد الروسي، ارتفاع إنتاج المجموعة من الحبوب إلى 1.23 مليار طن سنويا، بعد انضمام مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات إلى المجموعة.

بداية لتحالفات جديدة

يقول المحلل الاقتصادي، محمد عمر، إن فكرة إنشاء هذا التحالف، هي مجرد بداية لمجموعة من التحالفات التي سوف يوجدها “بريكس” لتوازن القوى الدولية، والعمل على تحييد القوى أحادية القطب.

“بالطبع التحالف لديه قوى اقتصادية تستطيع إدارة هذا التحالف الجديد، والذي سوف يكون مدعوم من بنك التنمية التابع للتحالف، والذي يبلغ رأس ماله المصرح به 100 مليار دولار”.. قال عمر.

اغتنام الفرصة

أوضحت الدكتورة مها الشيخ، أن تعددية الأطراف تلعب دوراً محورياً، خاصة في أوقات عدم اليقين العالمي، حيث تعمل كقوة موحدة للدول الأعضاء الملتزمة بمواجهة التحديات المشتركة.

“أقترح أن تغتنم دول بريكس هذه الفرصة لتعزيز التعاون والتضامن فيما بينها، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر ازدهاراً للجميع”.. بحسب الدكتورة مها الشيخ.

أخبار ذات صلة